وفاة شاب متأثرا بجروحه في صدامات المحلة الكبرى
المصريون يصوتون في انتخابات محسومة سلفا لصالح الحزب الحاكم
القاهرة- وكالات
بدأت الثلاثاء 8-4-2008 في مصر انتخابات المجالس المحلية التي دعا الإخوان المسلمون إلى مقاطعتها، بعد استبعاد كل مرشحيهم تقريبا والمحسومة سلفا لصالح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم على خلفية حركة احتجاج اجتماعي عنيفة، بينما يسود جو من الهدوء في مدينة المحلة، بعد إعلان وفاة شاب في الـ 15 من العمر، متأثراً بجروح أصيب بها خلال صدامات وقعت الاثنين بين آلاف المتظاهرين المحتجين على غلاء المعيشة والشرطة المصرية التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم.
وتجرى عمليات الاقتراع بين الثامنة صباحا (06,00 تغ) حتى السابعة مساء (19,00 تغ) لاختيار 52 ألف عضو في المجالس المحلية لـ 26 محافظة مصرية ولكن مرشحي الحزب الحاكم فازوا بالتزكية بأكثر من 42 الف مقعد قبل إجراء الانتخابات بسبب عدم وجود منافسين لهم.
وكان الإخوان المسملون أعلنوا الاثنين مقاطعتهم لهذه الانتخابات بعد أن منعتهم السلطات عمليا من المشاركة فيها إذ لم يتمكن غالبية مرشحي الجماعة من تقديم أوراق ترشيحهم.
وطبقا لآخر الأرقام التي أعلنها الإخوان المسلمون فإن السلطات منعت الغالبية العظمى من مرشيحهم الـ 4000 آلاف من خوض غمار المنافسة في الانتخابات.
وأدرج 21 مرشحا فقط من الإخوان المسلمين على قوائم المرشحين الرسمية من بين 498 تمكنوا من تقديم أوراق ترشيحهم وتم قبولها.
وقال المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف في بيان أصدره الاثنين إن "المسؤولين الحكوميين رفضوا تنفيذ أحكام القضاء التي صدرت بإدراج اسماء مرشحينا في الكشوف الرسمية في انقلاب واضح على الدستور والقانون".
وأضاف "حصلنا كذلك على حوالي ألف حكم قضائي بإيقاف الانتخابات بسبب عدم امتثال الحكومة للاحكام القضائية السابقة التي أكدت حق مرشحينا في خوض الانتخابات".
وتابع "ليس معنى ذلك أن نيأس او نتقاعس (..) فالناس جميعا يجب أن يعلموا من يخدم الشعب ومن ينهبه ويذله ويفقره ومن الذي يحترم الدستور والقانون والقضاء ومن الذي لا يحترم منها شيئا, من الذي يلتزم بالديمقراطية والنزاهة وحقوق الإنسان ومن الذي يتسلط ويستبد ويغتصب السلطة ويزور الانتخابات ويعتدي على الحقوق والحرمات".
وأكد عاكف في ختام بيانه أن الإخوان المسلمين "سيواصلون الكفاح سياسيا وقانونيا لابطال انتخابات المحليات في حال إجرائها".
وتجري انتخابات المحليات في مناخ متوتر بسبب الارتفاع القياسي في الاسعار وازمة الخبز المدعم وهو الغذاء الاساسي لقرابة 40% من المصريين يعيشون حول خط الفقر.
وكانت انتخابات المحليات ارجئت لمدة عامين في العام 2006 بعد الاختراق الذي خققه الاخوان في انتخابات مجلس الشعب.
وبموجب تعديل دستوري ادخل في العام 2005, فإن أي مرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية يجب ان يحصل على تأييد 250 عضوا منتخبا من مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية من بينهم 140 على الاقل من اعضاء مجالس المحافظات.
وقال فريق من الوكالة الفرنسية تفقد لجان الاقتراع صباح الثلاثاء ان المشاركة كانت ضعيفة في القاهرة والمناطق المحيطة بها.
ومنعت قوات الامن المنتشرة بكثافة حول مكاتب الاقتراع الصحافيين من التحدث مع الناخبين.
وقال محمد عبد المجيد (28 سنة) الذي جاء ليدلي بصوته في مدرسة في حي العجوزة (جنوب) "انني اصوت من اجل ان تكون الحياة اقل صعوبة ولكي تنتهي ازمة الخبز وامل الا يتم تزوير الانتخابات كالعادة".
من جهته قال عبو الفتوح عب الموجوج (29 سنة) "لم اعلم أن هناك انتخابات سوى امس من التلفزيون" واكد ان الحكومة "بعيدة عن هموم الشعب".
وفاة شاب متأثرا بجروحه في صدامات المحلة
وفي سياق متصل، قال مصدر طبي الثلاثاء إن شابا مصريا في الخامسة عشر من عمره قتل خلال الصدامات مع الشرطة مساء الاثنين في مدينة المحلة الكبرى العمالية, احد المراكز الكبرى لصناعة النسيج في مصر.
وقال طبيب في مستشفى المحلة الكبرى العام طلب عدم ذكر اسمه ان "احمد علي مبروك حمادة (15 سنة) وصل مساء الامس (الاثنين) جثة هامدة الى المستشفى ونقل على الفور الى المشرحة"، مؤكدا أنه "لا يستطيع تحديد سبب الوفاة لأن الطب الشرعي لم يقم بعد بتشريح الجثة".
وكان مصدر امني قال ان الشاب توفي من جراء اصابته بطلقات الشرطة اثناء قيامها بتفريق المتظاهرين في مدينة المحلة الكبري (دلتا النيل).
واوضح المصدر الطبي ان 29 مصابا نقلوا الى مستشفى المحلة العام مساء الاثنين من بينهم خمسة كانت حالتهم خطيرة ومصابين في الرأس والوجه وتم تحويلهم على الفور الى المستشفى الجامعي بالمنصورة (مدينة مجاورة للمحلة) حيث تتوافر امكانيات طبيه اكبر.
واضاف ان 24 مصابا آخرين (19 من الشرطة و6 متظاهرين) كانوا مصابين بجراح بسيطة.
واوضح الطبيب ان 67 مصابا نقلوا الاحد الى مستشفى المحلة الكبرى العام من بينهم ستة من المتظاهرين في حالة خطيرة ومصابين بجراح في العيون والرأس نقلوا الى مستشفى المنصورة الجامعي.
واكد ان المصابين الـ 62 الآخرين كان نصفهم تقريبا من الشرطة ونصفهم من المتظاهرين وخرجوا جميعا من المستشفى بعد ان تلقوا الاسعافات اللازمة اذ كانت اصاباتهم طفيفة.
وشهدت مدينة المحلة الكبرى صدامات الاحد والاثنين بين متظاهرين يحتجون على غلاء المعيشة والشرطة المصرية التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم.
وكانت مصادر امنية وعمالية ذكرت ان هدوءا هشا يسود مدينة المحلة الكبرى الثلاثاء بعد ليلة ثانية من الصدامات بين آلاف المتظاهرين وقوات الامن المصرية
No comments:
Post a Comment