كانت كلماتها أشد قسوة
من حرقة شمس الحقول
في أشهر الصيف القاسية
فتزيد أوجاع القلب
وتضاعف همومه
لم أشعر بقسوة الطريق إلى بيتها
قدر لفح كلماتها
ولكن فجأة
ينتبه سمعك إلى ضوضاء عارمة قادمة من بعيد
يحيط بها غبار تناثر مع ضرب حوافر الخيل لأرض الحقول الطينية
-هلموا بنا....
إلى أرض المعركة
تماسكوا يا شباب وترابطوا
ففي رباطكم النصر إن شاء ربي
-إيه ده؟
-أنا عارفه الصوت ده
-ده صوت....ده صوت سسسسستتتتتتت
التفت مسرعة إلى مصدر الصوت
كانت مجموعة كبيرة من الخيول تحمل جنوداً متحصنين وراء دروعهم
وغبار الأتربة يعلو المكان
فتنعدم الرؤية
ولكني أسمع صوت ست
إنه هو
- سسستتتتتتتت
يمر الجمع من أمامي
ويتصاعد الضجيج حتى لأظن أني قد فقدت سمعي
تغلق بورشيا عينيها من كثرة الغبار
ولكني ألمح عيني ست
نعم ألمحهم وسط هذا الضجيج
لم أتبين أياً من الوجوه المحيطة
فقط
أدركت ملامح ست
انتزعني غبار الحركة من جانب بورشيا
وانطلقت خلف الجمع
- ست
يا ست استني
- انتظري أنت إلى أين تذهبين
انتظري
هكذا نادتني بورشيا
ولكني لم أسمعها
لم أسمعها
لم أسمع غير صوت القلب
وهو يقسم لي أنه رأى ست
وهنا
توقفت كل قواعد المنطق
وانطلق الجسد خلف الجمع
خلف ست
يارا عثمان
مهندسة معمارية
مصر
No comments:
Post a Comment