Thursday, April 10, 2008

بطليموس

كانت كلماتها أشد قسوة
من حرقة شمس الحقول
في أشهر الصيف القاسية
فتزيد أوجاع القلب
وتضاعف همومه
لم أشعر بقسوة الطريق إلى بيتها
قدر لفح كلماتها

ولكن فجأة
ينتبه سمعك إلى ضوضاء عارمة قادمة من بعيد
يحيط بها غبار تناثر مع ضرب حوافر الخيل لأرض الحقول الطينية

-هلموا بنا....
إلى أرض المعركة
تماسكوا يا شباب وترابطوا
ففي رباطكم النصر إن شاء ربي

-إيه ده؟
-أنا عارفه الصوت ده
-ده صوت....ده صوت سسسسستتتتتتت

التفت مسرعة إلى مصدر الصوت
كانت مجموعة كبيرة من الخيول تحمل جنوداً متحصنين وراء دروعهم
وغبار الأتربة يعلو المكان
فتنعدم الرؤية
ولكني أسمع صوت ست
إنه هو
- سسستتتتتتتت

يمر الجمع من أمامي
ويتصاعد الضجيج حتى لأظن أني قد فقدت سمعي
تغلق بورشيا عينيها من كثرة الغبار
ولكني ألمح عيني ست
نعم ألمحهم وسط هذا الضجيج
لم أتبين أياً من الوجوه المحيطة
فقط
أدركت ملامح ست
انتزعني غبار الحركة من جانب بورشيا
وانطلقت خلف الجمع

- ست
يا ست استني

- انتظري أنت إلى أين تذهبين
انتظري

هكذا نادتني بورشيا
ولكني لم أسمعها
لم أسمعها
لم أسمع غير صوت القلب
وهو يقسم لي أنه رأى ست
وهنا
توقفت كل قواعد المنطق
وانطلق الجسد خلف الجمع
خلف ست

يارا عثمان

مهندسة معمارية

مصر

No comments: